أساليب التقويم

أساليب التقويم :
هناك أسلوبان رئيسيان من أساليب التقويم هما :
1- التقويم الذاتىEGO CENTERIC EVALUATION : يدور هذا التقويم حول الذات وإعطاء الفرد قيمة لما يدرك من الإنجاز ولذا فتعتمد الأحكام فيما على تقدير ذاتى ، ويمكن تسمية هذه الأحكام بالآراء والاتجاهات ، وليتم هذا التقويم الذاتى على نحو سليم يقوم المدرب بتسجيل ملاحظاته فى كراسة الرياضى بالإجابة على الأسئلة المدونة بها وتسجيل النواحى التى وصل إليها ونواحى الضعف التى أمكنه التغلب عليها ، وكذلك مقارنة مستوى حالاته التدريبية بمستواها السابق .
ب- التقويم الموضوعى OBJECTIVE EVALUATION : يستخدم فى هذا التقويم :
1- المعايير NORMS : وهى أساس الحكم على قيمة الشئ من داخل الظاهرة موضوع التقويم وليس من خارجها ، وغالباً تأخذ الصيغة الكمية QUANTITY لكى يحكم على تنمية السلوك (الأداء) نقوم بمقارنته بالنسبة للمجموعة ، بتحديد مدى بعده عن المتوسط للمجموعة ، ولذلك تحول الدرجات الخام (النتيجة المباشرة للاختبارات) باستخدام الأساليب الإحصائية إلى درجة معيارية وتعتبر المعايير احد الأغراض التى ترمى إليها عملية تقنين الاختبارات ولذلك يسعى المدربون إلى تحويل الدرجات الخام (المختلفة فى وحدتها) إلى درجات معيارية (موحدة فى وحدتها) فيسهل بذلك عملية التقويم ، وعادة ما توضع هذه المعايير فى جداول يطلق عليها (المسطرة).
2-المستويات standards : وهى أساس الحكم لتحديد مستوى معين للفرد من الأداء لحساب مكانته بالنسبة للمجموعة ، ولذا فهى تتشابه مع المعايير فى أنها أسس داخلية للحكم على الظاهرة موضوع التقويم إلا أنها تأخذ القيمة الكيفية qualty ، وإستخدامها له أهميته فى رياضة المستويات العالية مثل الاختبارات التى تقيس كفاءة الجهاز الدورى التنفس لمعرفة مدى لياقته،او اختبارات قياس مستوى الأداء المهارى.
3-المحكات criteria : وهى أساس خارجى لتحديد القيمة الكمية أو الكيفية للظاهرة موضوع التقويم ،وهو معيار يحكم به على الاختبار أو تقييمه ، ويعتبر المحك أفضل الوسائل المستخدمة فى الحكم على صدق الاختبار لقياس ما صمم من اجله ، فإذا تم تطبيق الاختبار ذو المحك على مجموعة التقويم وظهر ارتباطا عاليا بين تلك النتائج للمحك والمجموعة فان ذلك يعد مؤشرا على صدق الاختبار المستخدم. تعتمد بعض الأنشطة الرياضية على التقويم الذاتى فى منافساتها (كالجمباز، الباليه، الكونغ فو، الملاكمة) وذلك بان يعطى المحكم درجة للإنجاز الرياضى للنشاط الممارس.
(2: 294-296).

التقويم والقياس والاختبار :
التقويم والقياس: التقويم جزء لا يتجزأ من العملية التدريبية يستمر باستمرارها ويرمى إلى الحكم الكلى على الظاهرة كتقويم شخصية المدرب أو تقويم برنامج تدريبى، أما القياس عملية يقدر بها إنجاز الفرد بالنسبة لخاصية معينة باستخدام أداة ملائمة او مقياس مناسب ويعبر عن القياس بقيمة رقمية فيرمى إلى الحكم التحليلى الذى يعتمد على الاختبارات لقياس نواحى معينة كالقدرات البدنية او الحركية (القوة العضلية والرونة مثلا)، فلا يعطى القياس إلا فكرة جزئية عن الشئ المقاس، لأنه يتناول ناحية واحدة فقط من نواحى الظاهرة.
فالتقويم أكثر عمومية وشمولا من القياس لان التقويم عملية إصدار أحكام وانجاز قرارات عملية فهو يتطلب استخدام أدوات قياس متعددة لأنه عملية تشخيصية علاجية تستخدم فيها نتائج القياس ولذا فان القياس احد وسائل التقويم فى تقدير ووزن إصدار الأحكام على الظواهر بتحديد مدى الانسجام والتوافق بين الإنجاز والأهداف أو بين الحصائل الواقعية للرياضى والحصائل التى كانت متوقعة منه لتجميع معلومات تفسرها عملية التقويم وتقدم العلاج .
الاختبار والقياس : يمكن باختصار القول بان الاختبار هو موقف معين لإظهار سلوك محدد من الفرد فالاختبار أداة محددة للقياس فى حين أن القياس هو تحديد أرقام طبقاً لقواعد معينة ، والقياس أوسع من الاختبار بل قد يتم القياس باستخدام أدوات أخرى غير الاختبارات مثل الملاحظة أو موازين التقدير .
والاختبار والقياس عملية يقوم بها فرد واحد ، أما التقويم فهو عملية تعاونية شاملة يشترك فيها المدرب والمدير الفنى والطبيب وكذلك الجهات المسئولة عن الرياضة والرياضيين وعموماً فإن الاختبارات والمقاييس من أهم وسائل التقويم . (3 : 292، 300 ).
أدوات التقويم :
الاختبارات وأنواعها الملاحظة والمقابلة الشخصية ، سجلات النشاط ، دراسة
الحالة أو المهنة ، الاستفتاءات ، التقارير ، البطاقات التراكمية ، مقاييس التقدير
المدرجة ، موازين التقدير ، تحليل الوثائق ، الأجهزة والعقول الالكترونية.
(2 : 230، 231 ).
بعض الشروط الهامة والضرورية التى يجب أن تتوفر فى أساليب ووسائل القياس والتقويم :
• ألا يحتاج تنفيذها إلى فترة زمنية طويلة .
• ألا يحتاج إلى استخدام أجهزة كثيرة أو مكلفة سواء عند أدائها أو عند تقييم نتائجها .
• أن تتكامل فى عملية التدريب ولا تخل بها .
• ألا تؤثر سلباً على مسار عملية التدريب أو المباريات .
• يمكن استخدامها كوسيلة فعالة من وسائل الحصول على معلومات سريعة.
(5: 363)
سجلات التقويم لعملية التدريب :
تعتبر السجلات بمثابة مخزن للمعلومات أو البيانات المتعلقة بعملية التدريب والرياضيين ، ويمكن أن تستدعى منها المعلومات المطلوبة فى أى وقت عند متابعة العملية التدريبية ، إذ يكاد يكون ضعف التسجيل أحد العقبات الرئيسية لتحقيق المستويات الرياضية العالية .
ومن أهم هذه السجلات فى مجال التدريب الرياضى :
1- سجل الكشف الطبى : يسجل فيه الطبيب المختص الكشف الطبى الدورى وكذلك تقرير عن الحالة الصحية لكل فرد ونتائج الكشف الطبى المباشر فى بعض الأنشطة الرياضية كالكونغ فو والملاكمة للتأكيد من لياقة اللاعب الطبية قبل الصعود للتبارى . كما يسجل فيه بيان عن إصابات الرياضى وفترات علاجها .
2- سجل المدرب للتدريب الرياضى : يسجل المدرب فيه ملاحظاته والبيانات الخاصة بمستوى الرياضيين وتخطيط اللعب ومحتوى التدريب لتنفيذ الخطط (الخطة السنوية ـ الخطة الفترية ـ الخطة الأسبوعية ـ الوحدة التدريبية) وكذلك النواحى الإدارية مثل الانتظام فى التدريب والمباريات ويوجد جزء لكل رياضى ليسجل فيه المدرب البيانات الشخصية للفرد ونتائج التقويم أولاً بأول لكل وحدة تدريبية وكذلك تسجيل المتطلبات الخاصة بحياة الفرد خارج العملية التدريبية .
3- سجلات المباريات والاختبارات : يسجل فيه المدرب نتائج الاختبارات والمنافسات ونوعيتها إذا كانت تجريبية أو رسمية حتى يسهل المعرفة الدقيقة لمستوى الفرد لضمان الحكم السليم للحالة التدريبية بصورة متكاملة وكذلك بقياس مكوناتها .
4- سجل الرياضى التدريبى : يسجل فيه الرياضى بنفسه نقده الذاتى عن محتويات التدريب وتقديره لملائمة الحمل لمستواه وما حققه وكذلك حالته قبل وبعد التدريب أو المباراة (درجة الإجهاد .. كيفية النوم ومدته .. حالة الفرد التدريبية) .
5- سجل الأجهزة والأدوات : يسجل فيه المدرب جميع الأجهزة الموجودة فى صالة التدريب ونوعيتها وعددها وصلاحيتها والعمل دائماً بإصلاح واستكمال الأدوات لإنجاح العملية التدريبية . (3 : 304 ، 305).

ويمكننا ان نقر ان التقويم النهائى لخطة التدريب يجب أن يشتمل على الجوانب التالية :-
1- السمات العامة المميزة للاعب كفرد ، وللفريق ككل .
2- درجة المواظبة والاهتمام بالتدريب .
3- ظروف المسابقات (المادية ، حالة الأدوات والأجهزة) .
4- درجة او مدى حدوث الإصابات الرياضية للاعبين .
5- قدرة اللاعب بواسطة الاختبارات المعبرة عن مستواه البدنى والمهارى والنفسى .
6- مدى تنفيذ خطة التدريب .
7- درجة التزام اللاعب بالسلوك التربوى السليم داخل الملعب أو خارجه .
8- درجة المواظبة على الاشتراك فى المسابقات ومستوى الانجاز فيها .
وعلى ضوء البيانات المتوافرة من النقاط الثمانية السابقة يمكن الحكم على دقة وفعالية التخطيط لعملية التدريب الرياضى . (1 : 73 ، 74 )

التقويم وأسلوب النظم :
أسلوب النظم وسيلة للتقدم نحو حل مشكلة ما ، أو موقف معين بالتخطيط التحليلى والضبط لتصميمه بتجميع وتطوير أجزاء العملية المختلفة وما يوجد بينهما من علاقات متبادلة تلك التى تحتاجها لتحقيق النتائج المطلوبة .
وتتضح أهمية أسلوب النظم فى دراسة الأجزاء حيث يكتسب كل منها صفات ومميزات جديدة باتصاله بباقى الأجزاء للنظام وبين الطبيعة المتكاملة للنظام .
ومن ذلك يتضح أن النظام للعملية التدريبية هو الكيان الكلى المركب الذى يضم تجمعاً لأجزاء تتكون منها وحدة متكاملة دينامية .
ويتكون النظام الكامل من :
• المدخلات Input وتشمل جميع المكونات التى تدخل به لتحقيق أهداف معينة وتعتبر هذه الأهداف من مدخلات النظام .
• العمليات Processes وتشمل الطرق والأساليب التى تتناول مدخلات النظام بالمعالجة لتأتى بالنتائج المرجوة .
• المخرجات Output وتشمل سلسلة الإنجازات وهذه النتائج هى دليل نجاح النظام ومقدار إنجازتها ويحتاج النظام هنا إلى وحدات قياس ومعايير تحدد بها مدى تحقيق الأهداف .
• التغذية الراجعة Feed back وتشمل المعلومات والبيانات الناتجة من أنشطة مكونات النظام وبالرجوع إليها تنتج أساساً لعمل التعديلات والتوافقات فى داخل النظام .

ويرتبط التقويم بجميع خطوات ومراحل المنظومة : ففى :
المرحلة الأولى : يتم تعريف النظام وإدارته وتتعلق بالأنشطة التى ينبغى أن تخطط وتنظم ، وتتجه إلى تجربة ما هو مطلوب بالتفصيل وجمع البيانات وتعريف إطار النظام إلى جانب اختيار الأفراد .
المرحلة الثانية : وهى مرحلة تحليل التصميم وإجراءات العمل التربوى وتبادل البيانات وتدفقها فى الاتجاهين وإجراء التعديلات والتحولات فى الإدارة .
المرحلة الثالثة : تهتم بإجراء التطوير والتقويم وبها يعد النموذج الأولى للنظام التربوى مشتملاً على المحتوى الضرورى كله ، وكذلك على وسائل الاتصال التربوى والطرق لتحديد مدى تحقيق النظام لغرضه ويستمر التصحيح المتكرر لجميع جوانب التطوير والتقويم للوصول إلى النظام الجديد المطلوب .
ويقصد بالتغذية الراجعة بأنها المعلومات والبيانات الناتجة من أنشطة عنصرين أو أكثر فى النظام والتى حين تعود إليه تنتج أساساً لعمل التعديلات والتوافقات فى النظام .
أصبح الأخذ بأسلوب النظم ضرورى فى عمليات التدريب للآتى :
1- يزودنا بطرق التخطيط المنظم بتصميم وتنظيم وتطوير التدريب مع تثبيت العناصر التى تحقق أفضل النتائج .
2- يوضح وسائل تحسين التفاعلات الإنسانية فى عملية التدريب .
3- ضرورة تطوير عملية التدريب لكى ينتج نظاماً تربوياً فعالاً يحقق أهدافه.
4- مشاركة إيجابية من متخصص تكنولوجيا التعليم فى تصميم المنظومات التربوية وتقويمها ويندمج فى العمل على تطويرها .
5- إعفاء المدرب من بعض الواجبات التقليدية واهتماماه بالتخطيط وإعداد البرامج اللازمة لهذه الأساليب التكنولوجية .
6- يوفر دخلاً علمياً سليماً يساعد الباحث على تحقيق أهدافه فى تفسير الظواهر والتنبؤ بها حتى يمكن السيطرة على مسارات تلك الظواهر وأنماط سلوكها ويمكن التغيير والتطوير .
7- تستمد المنظومات الموارد والإمكانات من البيئة المحيطة بها ليتفاعل مع البيئة والمجتمع الذى تحدث فيه .
8- لا يضع القيود على المدرب أو المتدرب ولكنه يتيح مجالات الخبرة التى تسمح بالتجول فى ميادين المعرفة واكتسابها بكفاءة أعلى وبأسلوب يعمل على تقليل فرص الفشل .
9- ويتبلور أهمية الأخذ بأسلوب النظم بأنه يحقق الأهداف التى نسعى إليها حيث أنه أفضل الطرق وأكثر الوسائل فعالية لتحديد متطلبات العملية التدريبية بدقة وكذلك الوصول إلى أقصر الخطط فعالية لإثاة النتائج المرجوة . ( 3 : 305 – 308)
نماذج التقويم بأسلوب النظم EVALUATION MODELS :
توجد عدة نماذج للتقويم سنذكر منها :
1- نموذج Center of the study of evaluation (CSE) لمركز دراسة التقويم بكاليفورنيا :
ويرتبط هذا النموذج بمارفين ألكين (Marven Alkin) ويتكون من أربع مراحل هى :