التدريب الرياضي في الجو البارد :

* التدريب الرياضي في الجو البارد :
يؤدي الجو الحار والرطوبة حتى في حالة الراحة إلى اختلال قدرة الجسم على المحافظة على درجة حرارة البيئة الداخلية لجسم للأنسجة والخلايا.
وليس ذلك نتيجة لما تنتجه العضلات من حرارة أثناء عملها بالإضافة إلى حرارة الجسم ولكن أيضاً لتغيرات التي تحدث في الدورة الدموية التي تصاحب التدريبات العنيفة مما يؤدي إلى نقص قدرة الجسم على التخلص من الحرارة الزائدة.
وبصفة عامة فإن رياضة كرة القدم تختص بزياة التأثيرات الحرارية خاصة في الفترة المبكرة من الموسم ويرجع ذلك التأثير أيضاً نتيجة ملابس الثقيلة الي يرتديها اللاعبون لمنع الإصابات ومثال على ذلك البنداج والأربطة حول المفاصل حيث تؤدي مثل هذه الأشياء إلى إعاقة الجسم في فقد الحرارة.

وعموماً فإن تأثير درجة الحرارة العالية على الأداء يأتي نتيجة لنقص سريان الدم إلى العضلات العاملة واتجاهه إلى الجلد وتقل كفاءة عمل القلب في ضخ الدم إلى العضلات نتيجة سريانه في الأوعية الدموية بالجلد وبالتالي يقل حجم الدم الوارد إلى العضلات مما يؤدي إلى سرعة التعب بالإضافة إلى ما يسببه ارتفاع درجة الحرارة من الشعور بعدم الارتياح , ويقل تأثير الحرارة المرتفعة والرطوبة على الأنشطة الرياضية إذا قل زمن الأداء عن 15 دقيقة.

وتقل درجة تحمل الإناث للأداء في الجو الحار عنها في الذكور وقد يرجع ذلك إلى تأثير الهرمونات الجنسية لديهن على تقليل إفراز العرق.
يقل الحد الأقصى لأستهلاك الأكسجين حوالي 3 – 8 % بعد اداء النشاط الرياضي لفترة طويلة أكثر من ساعة في الجو الحار , وقد يرجع انخفاض الحد الأقصى لاستهلاك الأكسجين نتيجة لتغيير سريان الدم من العضلات العاملة إلى الجلد , كما يمكن أيضاً إرجاع قص الحد الأقصى لاستهلاك الأكسجين إلى نقص حجم الدم الذي يدفعه القلب في كل ضربة من ضرباته.
( 8 : 408 – 409 )

* أثر البرودة والحرارة على الأداء العضلي :
يؤثر استخدام البرودة والحرارة على الجلد ايجابياً على الأداء العضلي وذلك بناء على ما يأتي:
1- تؤدي الحرارة إلى زيادة نشاط الإنزيمات في العضلات العاملة ويساعد ذلك على سرعة إعادة ATP وزيادة سرعة الانقباض العضلي.
2- تؤدي الحرارة إلى زيادة سرعة سريان الدم إلى العضلات العاملة مما يزيد إعادة بناء ATP اعتماداً على التمثيل الهوائي.
3- تعمل الحرارة على تقليل لزوجة أو مقاومة العضلة لتغيير طولها وذلك يؤدي إلى تقليل الطاقة اللازمة للتغلب على ذلك.
4- تؤدي البرودة إلى تقليل سريان الدم إلى الجلد وبالتالي تزداد كمية الدم المتوجهة إلى العضلات العاملة.
( 1 : 157 )

* سوائل الجسم ودرجة الحرارة :
يمكن أن يفقد الشخص عند التدريب لفترة طويلة في الجو الحار أكثر من 2 لتر من سوائل الجسم ( العرق) كل ساعة , ويفقد الإنسان حوالي من 7 – 8% من وزن جسمه في سباقات التحمل مثل سباق الماراثون.
ويصاحب فقد سوائل الجسم أثناء التدريب ارتفاع جزئي في درجة الحرارة لأن في بعض الأحيان يمنع العرق حدوث حالة الجفاف ( فقد 2 – 3 لتر من الماء) لذا من الأهمية إعادة إمداد الجسم بالماء لتعويض المفقود ولمساعدة الجسم على إفراز العرق مما يساعد في الحفاظ على درجة حرارة الجسم منخفضة.
كما أن زيادة التدريب في الجو الحار تؤدي إلى نقص الماء في الجسم وبالتالي يزيد تريكز الأملاح في سوائل الجسم لذا فإن تناول الأملاح قبل أو بعد النشاط الرياضي لا يعد عاملاً مساعداً وينصح معظم الباحثون أن يتناول اللاعب في حدود 2 – 4 ملعقة شاي صغيرة من الملح يضاف إلى طعامهم اليومي.
ويجب الإشارة إلى أن زيادة تناول الماء لاتؤدي إلى السمنة نظراً لأن الماء لا يحتوي على سعرات حرارية وكذلك فإن نقص الماء لا يؤدي إلى انقاص السمنة.

( 8 : 411 – 412 – 413 )



* قياس التأثير الحراري على الجسم :
يتم استخدام ترمومتر من نوع خاص يمكنه قياس درجة حرارة الجو عن طريق انتقال الحرارة بواسطة الإشعاع وتيارات الحمل وما يفقد من حرارة نتيجة البخر , وبناء على ذلك فإن هذا الترمومتر يحمل اسماً خاصاً وهو الترمومتر ذو الكرة Wet Globe Thermometer وهذا الرمومتر يتكون من ترمومتر له كرة من النحاس ومغطاة بنسيج أسود مبلل وهذا يسمح له في الهواء بقياس درجة حرارة الإشعاع وتيارات الحمل وفي نفس الوقت تتأثر هذه الدرجة بعملية البخر وكل ذلك له تأثيره على ما هو داخل كرة النحاس , وملاحظة ألا يستمر لاعبي كرة القد في الأداء إا ارتفعت درجة الحرارة بالترمومتر المبتل عن 10ْ مئوية حيث حدثت الوفاة للاعبي الكرة في الخارج عندما كانت درجة الحرارة 11ْ مئوية مقاسة بالترمومتر المبتل.
إن أفضل درجة حرارة للترمومتر الجاف هي 4ْ مئوية.









(درجة الحرارة والرطوبة لمختلف معدلات استهلاك الطاقة)
________________________________________








(دليل درجة الحرارة والرطوبة للنشاط الرياضي)
يمكن للجسم أن يتكيف على الأداء الرياضي في الجو الحار بعد التدريب من 4 -14 يوماً , ويرجع سبب ذلك إلى زيادة سرعة إفراز العرق وغزارته وزيادة اتساع الغدد العرقية وزيادة سرعة التبخر.
ويمكن ملاحظة انخفاض سرعة القلب مع انخفاض درجة حرارة الجلد لدى المدربين أكثر من غير المدربين و وهناك بعض الدلائل أيضاً على زيادة حجم البلازما 5% نتيجة لزيادة التكيف مع التدريب في الجو الحار.
( 8 : 415 – 417 )